تعريفه:
عرف العلماء الرضا تعريفات متعددة، وكل واحد تكلم على
حسب مشربه ومقامه،وأهمها ما قاله السيد في تعريفاته: "الرضاء: سرور القلب
بمُرِّ القضاء" ["تعريفات السيد" ص57].
وقال ابن عجيبة رحمه الله تعالى: "الرضا: تلقي
المهالك بوجه ضاحك، أو سرور يجده القلب عند حلول القضاء، أو ترك الاختيار على الله
فيما دبر وأمضى، أو شرح الصدر ورفع الإِنكار لما يرد من الواحد القهار"
["معراج التشوف" ص8].
وقال العلامة البركوي رحمه الله تعالى: "الرضا: طيب
النفس بما يصيبه ويفوته مع عدم التغير" ["شرح الطريقة المحمدية" للنابلسي
ج2. ص105].
وقال ابن عطاء الله السكندري رحمه الله تعالى: "الرضا:
نظر القلب إلى قديم اختيار الله تعالى للعبد، وهو ترك التسخط" ["الرسالة
القشيرية" ص89].
وقال المحاسبي رحمه الله تعالى: "الرضا: سكون القلب
تحت مجاري الأحكام" ["الرسالة القشيرية" ص89].
فالرضا مقام قلبي، إذا تحقق به المؤمن استطاع أن
يَتلقَّى نوائب الدهر وأنواع الكوارث بإيمان راسخ، ونفس مطمئنة، وقلب ساكن، بل قد
يترقى إلى أرفع من ذلك فيشعر بالسرور والفرحة بمر القضاء، وذلك نتيجة ما تحقق به
من المعرفة بالله تعالى، والحبِّ الصادق له سبحانه.
فضله:
هو أسمى مقاماً وأرفع رتبة من الصبر، إذ هو السلام
الروحي الذي يصل بالعارف إلى حب كل شيء في الوجود يرضي الله تعالى، حتى أقدار
الحياة ومصائبها، يراها خيراً ورحمة، ويتأملها بعين الرضا فضلاً وبركة.
كان بلال رضي الله عنه يعاني سكرات الموت وهو يقول:
"وافرحتاه! غداً ألقى الأحبة، محمداً وصحبه" ["السيرة النبوية"
لأحمد زيني دحلان. ص242].
وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الراضي بقضاء الله
هو أغنى الناس لأنه أعظمهم سروراً واطمئناناً، وأبعدهم عن الهم والحزن والسخط
والضجر، إذ ليس الغنى بكثرة المال إنما هو بغنى القلب بالإيمان والرضا، قال عليه
الصلاة والسلام: (اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى
الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمناً، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلماً، ولا تكثر
الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب) [أخرجه الترمذي في كتاب الزهد عن أبي هريرة رضي
الله عنه، وقال: هذا حديث غريب].
وأوضح الرسول صلى الله عليه وسلم أن الرضا سبب عظيم من
أسباب سعادة المؤمن الدنيوية والأخروية، كما أن السخط سبب الشقاء في الدنيا
والآخرة فقال: (من سعادة ابن آدم رضاه بما قضى الله له، ومن شقاوة ابن آدم تركه
استخارة الله تعالى، ومن شقاوة ابن آدم سخطه بما قضى الله تعالى له) [أخرجه
الترمذي في كتاب القدر عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وقال: حديث غريب].
ولقد كانت نعمة الرضا من العوامل في تلك السكينة التي
شملت قلوب العارفين، ومن أقوى الأسباب في محق نوازع اليأس التي يوجدها التفكير في
عدم الحصول على حظوظ الحياة وملذاتها ؛ مما يجلب لصاحبه القلق والحيرة والاضطراب.
ولقد كان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يُعلّم أصحابه
ويغرس في قلوبهم الرضا بالله تعالى رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه
وسلم نبياً ورسولاً، وكان يندبهم لتكرارها فيقول: (من قال إذا أصبح وأمسى: رضينا
بالله رباً وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً، كان حقاً على الله أن يرضيه)[رواه أبو
داود في باب ما يقول إذا أصبح عن أنس بن مالك رضي الله عنه ورواه الترمذي في كتاب
الدعوات]، فكانوا يحرصون على تكرارها صباحاً ومساءً، يُعرِبون بذلك عما تُكنُّه
قلوبهم من نعيم الرضا بالله والتسليم له.
وما أكثر من يكرر هذا القول بلسانه، وهو غير مطمئن القلب
به، ولا متذوق لمعانيه السامية، ولا متحقق بمقاصده العالية، خصوصاً حين تزدحم عليه
المصائب، وتداهمه الخطوب، وتتكاثف على قلبه ظلمات الهموم والأكدار، أو عندما يدعى
إلى حكم من أحكام الشرع يخالف هواه ويعارض مصالحه الخاصة.
لهذا نرى أن ترْدادَه باللسان فحسب لا يفيد صاحبه إذا لم
ينبع من قلبه. حيث إن من لوازم الرضا بالله تعالى رباً ؛ الرضا بكل أفعاله في شؤون
خلقه ؛ من إعطاءٍ ومنع وخفض ورفع، وضر ونفع، ووصل وقطع.
ومن لوازم الرضا بالإِسلام ديناً أن يتمسك بأوامره
ويبتعد عن نواهيه، ويستسلم لأحكامه ولو كان في ذلك مخالفة لهوى نفسه، ومعارضة
لمصالحه الخاصة.
ومن لوازم الرضا بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبياً
ورسولاً أن يتخذ شخصيته مثلاً أعلى وأسوة حسنة، فيتبع هديه، ويقتفي أثره، ويتحلى
بسنته، ويجاهد هواه حتى يكون تبعاً لما جاء به، وحتى يكون أحب إليه من والده وولده
ونفسه والناس أجمعين، كما دعا إلى ذلك عليه الصلاة والسلام: "لا يؤمن أحدكم
حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين" [رواه البخاري في صحيحه في
كتاب الإيمان باب حب الرسول من الإيمان عن أبي هريرة وأنس رضي الله عنهما].
وإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه
وسلم: لأنتَ يا رسول الله أحبُّ إليَّ من كل شيءٍ إلا من نفسي فقال: "لا
والذي نفسي بيده حتى أكون أحبَّ إليك من نفسك". فقال له عمر: فإنه الآن والله
لأنت أحبُّ إليَّ من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الآن ياعمر"
[رواه البخاري في صحيحه في كتاب الأيمان والنذور باب كيف كانت يمين النبي صلى الله
عليه وسلم ج8. ص160، ورواه أحمد في المسند ج4/233].
فمن تحلى بالرضا بالله تعالى رباً، وبالإسلام ديناً،
وبسيدنا محمد نبياً ورسولاً، ذاق طعم الإيمان، ووجد حلاوة اليقين، ونال السعادة
الأبدية، قال عليه الصلاة والسلام: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله تعالى
رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً" [رواه مسلم والترمذي في كتاب الإيمان
عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه].
أما من حُرم لذة الإيمان ونعيم الرضا، فهو في قلق
واضطراب، وتضجر وعذاب، وخصوصاً حين يحل به بلاء، أو تنزل به مصيبة، فتسودُّ الحياة
في عينيه، وتظلم الدنيا في وجهه، وتضيق به الأرض على رحبها، ويأتيه الشيطان ليوسوس
له، أن لا خلاص من همومه وأحزانه إلا بالانتحار. وكم نسمع عن حوادث الانتحار،
تزداد نسبتها، ويتفاقم خطرها وخصوصاً في البلاد الكافرة الملحدة، وفي المجتمعات
المارقة التي انحسر عنها ظل الإِسلام، وخبا فيها نور الإِيمان، وهم الذين عناهم
الله تعالى بقوله: {ومَنْ أعرضَ عن ذِكري فإنَّ لهُ معيشةً ضَنْكاً . ونحشُرُهُ
يومَ القيامةِ أعمى} [طه: 124].
تصحيح الأفكار في موضوع الرضا:
هناك شبهات، أثارها بعض الجهلة حول موضوع الرضا، وما
سببها إلا جهلهم وعدم تذوقهم لهذا المقام الرفيع، والإنسان عدو ما يجهل. أو يكون
مَردُّها أنهم رأوا أُناساً من أدعياء التصوف، فاعتبروا أحوالهم الفاسدة ومفاهيمهم
المنحرفة حجة على التصوف، دون أن يفرقوا بين السادة الصوفية الذين تحققوا بالإيمان
والإسلام والإِحسان، وبين الدخلاء من أدعياء التصوف وإليك بعض هذه الشبهات مع الرد
عليها.
أولاً: أنكر جماعة الرضا من أصله فقالوا: لا يُتصور
الرضا بما يخالف الهوى، وإنما يُتصور الصبر فقط، فهل يعقل أن لا يحس الإِنسان بألم
المصائب، ولا يشعر بوقع الخطوب ؟!
والجواب: إن الراضي قد يحس بالبلاء، ويتألم للمصيبة بحكم
الطبع، ولكنه يرضى بها بعقله وإيمانه، لما يعتقد من عظم الأجر وجزالة الثواب على
البلاء، فلا يعترض، ولا يتضجر، قال أبو علي الدقاق: (ليس الرضا أن لا تحس بالبلاء،
إنما الرضا أن لا تعترض على الحكم والقضاء) ["الرسالة القشيرية" ص89].
ومثله في ذلك مثل المريض الذي يحس بألم حقنة الدواء،
ويشعر بمرارة العلاج، ولكنه يرضى بذلك لعلمه أنه سبب الشفاء، حتى إنه ليفرح بمن
يقدم له الدواء ولو كان مرَّ المذاق كريه الرائحة.
قال عمر رضي الله عنه: (ما ابتُليتُ ببلية إلا كان لله
عليَّ فيها أربع نِعم: إذْ لم تكن في ديني، وإذ لم أحرم الرضا، وإذ لم تكن أعظم،
وإذ رجوت الثواب عليها) ["شرح الطريقة المحمدية" ج2 ص105].
ومن ناحية أخرى: إن الراضي قد يحس بألم المصيبة بحكم
الطبع، ولكنه يرضى بها حين يرجع إلى إيمانه بلطف الله تعالى وحكمته، وأن وراء كل
فعل من أفعاله تعالى حِكماً خفية. ولطائف دقيقة، كما قال تعالى: {فعسى أنْ تكرَهوا
شيئاً ويجعَلَ اللهُ فيه خيراً كثيراً}
[النساء: 19].
وبذلك يضمحل حزنه، ويزول تعجبه، ويعلم أن تعجبه كتعجب
موسى عليه السلام من الخضر عليه السلام، لما خرق سفينة الأيتام، وقتل الغلام،
وأعاد بناء الجدار، فلما كشف الخضر عن الحكمة التي اطلع عليها، زال تعجب موسى عليه
السلام، وكان تعجبه بناء على ما أُخفي عنه من تلك الحكم ؛ وكذلك أفعال الله تعالى.
ومن جهة ثالثة: إن المؤمن الذي عمرت محبة الله تعالى
قلبه، وأخذت عليه مجامع لبه لا يحس بوقع المصيبة، ولا يشعر بألمها، كما قيل:
. . . . . فما لجُرحٍ إذا أَرضاكم ألم ولا شك أن المحبة
لا يحس بها إلا من ذاقها:
لا يعرف الوجد إلا من يكابدهولا الصبابة إلا من يعانيها
ولذلك ينكرها من لم يصل إليها.
قال عامر بن قيس: (أحببتُ الله حباً هوَّن عليَّ كلَّ
مصيبة، ورضَّاني بكل بليَّة، فلا أُبالي مع حبي إياه علام أصبحت وعلام أمسيت).
ثانياً: تسرَّعَ قوم فقالوا: إن الرضا يورث في المؤمن
قبولاً لأعمال الفاسقين، واستحساناً لأوضاع العاصين، وهذا يؤدي إلى ترك الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر.
والجواب: أن هذا الفهم خطأ ظاهر، وجهل بيّن، فهل يعقل أن
يهدم المؤمن حكماً من أحكام ربه، وركناً من دعائم دينه، وهو الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر ؟! مع العلم أن الله تعالى لا يرضى عن المؤمن إلا إذا أقام دينه، واتبع
شريعته.
وهل يُتصور أن يرضى المؤمن بأفعال الكافر مع أن الله
تعالى لا يرضى بها كما قال تعالى: {ولا يرضى لعبادِهِ الكفرَ} [الزمر: 7].
والحقيقة أنه لا تعارض بين الرضا بالله تعالى وبين إنكار
المنكَر، لأن المؤمن يرضى بأفعال الله تعالى من حيث إنها صدرت من حكيم عليم، وأنها
بقضائه ومشيئته، ولا يرضى بأفعال العصاة من حيث إنها صفتهم وكسبهم، ولأنها دلالة
على أنهم ممقوتون من الله تعالى.
ثالثاً: ظن قوم خطأ أن من آثار الرضا بالله تعالى أن
يترك الإنسان التضرع والدعاء، ويهمل اتخاذ الأسباب لجلب الخير ودفع البلاء، ويبتعد
عن استعمال الدواء عند حصول الداء.
والجواب: أن هذا فهم غير صحيح، إذ في الحقيقة أن من جملة
الرضا بالله تعالى؛ أن يعمل المؤمن أعمالاً يتوصل بها إلى رضاء محبوبه سبحانه، وأن
يترك كل ما يخالف أمره ويناقض رضاه.
ومما يوصل إلى رضاء الله تعالى استجابة أمره في قوله: {ادعوني
أستَجِبْ لكُم} [غافر: 60]. فالدعاء مخ العبادة، وهو يورث في القلب صفاءً وخشوعاً
ورقةً تجعله مستعداً لقبول الألطاف والأنوار.
ثم إن ترك الأسباب مخالف لأمر الله تعالى ومناقض لرضاه،
فالله تعالى أمر بالعمل فقال: {وقُلِ اعملُوا فَسَيَرى اللهُ عمَلَكُم ورسولُه
والمؤمنون} [التوبة: 105]. ودعا إلى السعي في طلب الرزق فقال: {هوَ الذي جَعَلَ
لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكِبِها وكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ} [الملك: 15].
فليس من الرضا للعطشان أن لا يمد يده للماء؛ زاعماً أنه
رضي بالعطش الذي هو من قضاء الله ؛ بل قضاء الله وحكمه وإرادته أن يُزال العطش
بالماء
وحين أراد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن يمنع
جيش المسلمين من دخول الشام حذراً من الطاعون، قال له سيدنا أبو عبيدة بن الجراح
رضي الله عنه: (أفراراً من قدر الله ؟! فأجابه سيدنا عمر: لو غيرك قالها يا أبا
عبيدة! نحن نفِرُّ من قدر الله إلى قدره) [رواه البخاري في صحيحه في كتاب الطب باب
ما يذكر في الطاعون عن ابن عباس رضي الله عنهما. ورواه مسلم في صحيحه في كتاب
السلام باب الطاعون].
فليس في الرضا بالقضاء ما يستلزم الخروج عن حدود الشرع،
ولكن الرضا بقضاء الله تعالى معناه ترك الاعتراض عليه تعالى ظاهراً وباطناً، مع
بذل الوسع للتوصل إلى ما يحبه الله تعالى ويرضاه، وذلك بفعل أوامره وترك نواهيه.
وختاماً: فإن في سيرة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم
وخلفائه وصحابته الكرام رضوان الله عليهم والتابعين والصالحين فيض من الحوادث التي
تدل على تحققهم بأعلى درجات الرضا، مما يضيق المجال عن سرد الكثير منها، ضُرب رسول
الله صلى الله عليه وسلم يوم الطائف بالحجارة حتى أُدمي عقبه فتوجه إلى الله تعالى
مخاطباً: ومما قال: "إن لم تكن ساخطاً عليَّ فلا أُبالي".
وكان الصحابة الكرام يُعَذَّبُون في مكة ويقلب عليهم
ألوان التنكيل والإيذاء وهم يتلقون ذلك كله بقلوب راضية، ووجوه مبتسمة، وألسنة
ذاكرة.
وروي أن عروة بن الزبير رضي الله عنهما قطعت رجله ومات
أعز أولاده في ليلة واحدة، فدخل عليه أصحابه وعزوه فقال: (اللهم لك الحمد، كان
أولادي سبعة فأخذت واحداً وأبقيت ستة، وكان لي أطراف أربعة فأخذت واحداً وأبقيت
ثلاثة، فلئن كنتَ قد أخذت فلقد أعطيت، ولئن كنتَ قد ابتليتَ فقد عافيت).
وقال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: (ما بقي لي سرور
إلا مواقع القدر، قيل له: ما تشتهي ؟ قال: ما يقضي الله تعالى).
واعلم أن الله تعالى لا يرضى عن عبده إلا إذا رضي العبد
عن ربه في جميع أحكامه وأفعاله، وعندها يكون الرضا متبادلاً كما أشار إلى ذلك الحق
تعالى بقوله: {رضيّ اللهُ عنهُم ورَضُوا عنهُ} [البينة: 8].
ولقد أدرك السادة الصوفية سر هذا التلازم والترابط بين
الرضاءين، فقد كان سفيان الثوري يوماً عند رابعة العدوية فقال: (اللهم ارض عني،
فقالت: أما تستحي من الله أن تسأله الرضا، وأنت عنه غير راض ؟! فقال: استغفر الله)
[إحياء علوم الدين للغزالي ج4. ص336].
ورضاء الله تعالى عن العبد هو أسمى منزلة وأرفع رتبة
وأعظم منحة قال تعالى: {ومساكِنَ طيِّبَةً في جنَّاتٍ عدْنٍ ورضوانٌ مِنَ اللهِ
أكبَرُ} [التوبة: 72]. فرضوان رب الجنة أعلى من الجنة، بل هو غاية مطلب سكان
الجنة، كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: "إن الله يقول لأهل
الجنة: يا أهل الجنة! يقولون: لبيك ربنا وسعديك، فيقول: هل رضيتم، فيقولون: وما
لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعطِ أحداً من خلقك فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك.
قالوا: يا رب وأي شيءٍ أفضل من ذلك ؟ فيقول: أُحِلَّ عليكم رضواني فلا أسخط عليكم
بعده أبداً" [رواه البخاري في صحيحه في كتاب الرقاق باب صفة الجنة عن أبي
سعيد الخدري رضي الله عنه].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق