الصوفية بين الماضى والحاضر: أداب زيارة مقامات الأنبياء و الصالحين .

الأحد، 8 يوليو 2012

أداب زيارة مقامات الأنبياء و الصالحين .


اجماع المسلمين فى بقاع الأرض على زيارتها

. كانوا يعتقدون أنهم عبيدا لله لا يملكون لا لنفسهم و لا لغيرهم نفعا و لا ضرا و أمرنا الله بزيارة هذه البقاع المباركة لانها من أسباب الخير و النفع للمسلمين كما يذهب المرضى الى أمكاكن الاستشفاء بالرمال و غيرهم . فكيف للمؤمن الذى يعتقد أن الله هو النافع و الضار وهو فيا سواه أسباب جعلها الله لتوصيل الخير لعباده و حتى نأخذ العبرة و العظة من زيارتهم . ذكر سيرتهم و الاسترشاد بهديهم و جهادهم و السير على دربهم و مناهجهم و التأس بأحوالهم .

 ويزور المؤمن هذه المقامات بالآداب التى يتبعها من يزور روضة رسول الله صلى الله عليه وسلم. و يدعوا بما يشاء فى هذه الأماكن لأن الله جعل بها البركة و استجابة الدعاء .

و أن الصلاة فى المساجد التى بها مقامات الصالحين لا شئ فيها و جائزة فأظر أخى الكريم الى تعظيم أنبيائه و الصالحين من عباده و خصهم بالفضل دون غيرهم فالله ينفع بما يشاءو يضر بما يشاء و الله غالب على امره ورد عن الإمام الشافعي رحمه الله أنه قال عن قبر أبي حنيفة: (إني لأتبرك بأبي حنيفة وأجيء إلى قبره في كل يوم يعني زائراً فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده فما تبعد عني حتى تقضى).






اداب الزياره عند السادة المالكية

محمد بن محمد العبدري المالكي الشهير بابن الحاج(توفى737 هـ).
وقال العلامة ابن الحاج المالكي: (وَأَمَّا عَظِيمُ جَنَابِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَالرُّسُلِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ أجْمَعِينَ فَيَأْتِي إلَيْهِمْ الزَّائِرُ وَيَتَعَيَّنُ عَلَيْهِ قَصْدُهُمْ مِنْ الْأَمَاكِنِ الْبَعِيدَةِ ، فَإِذَا جَاءَ إلَيْهِمْ فَلْيَتَّصِفْ بِالذُّلِّ ، وَالِانْكِسَارِ ، وَالْمَسْكَنَةِ ، وَالْفَقْرِ، وَالْفَاقَةِ، وَالْحَاجَةِ ، وَالِاضْطِرَارِ ،وَالْخُضُوعِ وَيُحْضِرْ قَلْبَهُ وَخَاطِرَهُ إلَيْهِمْ ، وَإِلَى مُشَاهَدَتِهِمْ بِعَيْنِ قَلْبِهِ لَا بِعَيْنِ بَصَرِهِ ؛ لِأَنَّهُمْ لَا يَبْلَوْنَ وَلَا يَتَغَيَّرُونَ ، ثُمَّ يُثْنِي عَلَى اللَّهِ تَعَالَى بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَيْهِمْ وَيَتَرَضَّى عَنْ أَصْحَابِهِمْ ، ثُمَّ يَتَرَحَّمُ عَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَوْمِ الدِّينِ، ثُمَّ يَتَوَسَّلُ إلَى اللَّهِ تَعَالَى بِهِمْ فِي قَضَاءِ مَآرِبِهِ وَمَغْفِرَةِ ذُنُوبِهِ وَيَسْتَغِيثُ بِهِمْ وَيَطْلُبُ حَوَائِجَهُ مِنْهُمْ وَيَجْزِمُ بِالْإِجَابَةِ بِبَرَكَتِهِمْ وَيُقَوِّي حُسْنَ ظَنِّهِ فِي ذَلِكَ فَإِنَّهُمْ بَابُ اللَّهِ الْمَفْتُوحِ، وَجَرَتْ سُنَّتُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي قَضَاءِ الْحَوَائِجِ عَلَى أَيْدِيهِمْ وَبِسَبَبِهِمْ، وَمَنْ عَجَزَ عَنْ الْوُصُولِ إلَيْهِمْ فَلْيُرْسِلْ بِالسَّلَامِ عَلَيْهِمْ، وَذِكْرِ مَا يَحْتَاجُ إلَيْهِ مِنْ حَوَائِجِهِ وَمَغْفِرَةِ ذُنُوبِهِ وَسَتْرِ عُيُوبِهِ إلَى غَيْرِ ذَلِكَ،فَإِنَّهُمْ السَّادَةُ الْكِرَامُ، وَالْكِرَامُ لَا يَرُدُّونَ مَنْ سَأَلَهُمْ وَلَا مَنْ تَوَسَّلَ بِهِمْ، وَلَا مَنْ قَصَدَهُمْ وَلَا مَنْ لَجَأَ إلَيْهِمْ هَذَا الْكَلَامُ فِي زِيَارَةِ الْأَنْبِيَاءِ، وَالْمُرْسَلِينَ عَلَيْهِمْ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عُمُومًا).
المدخل في فصل زيارة القبور



الاسراء و المعراج

و لو نظرنا الى سيدنا رسول الله فى الاسراء و المعراج قال له جبريل عليه السلام هذا قبر موسى فنزل وعا عنده . و هنا بيت لحم حييت ولد عيسى فنزل وصلى فيه و دعا . لأن المكان بورك و قدس و طهر و رفع قدره . وفى هذا اشارة الى قيمة الأماكن و البقاع و الديار التى يسكنها و ينزل فيها أهل الله و خاصته و أولياء الله و أتقياؤه . فان سنة الاسلام تدعو الى زيارة هذه الأماكن و هذه البقاع التى شرفها و رفع قدرها حضرة الله تعالى و أمر أحبابه و اصفياءه بزيارتها . كما أن الله حرم على المؤمنين الركوز الى الظالمين و النزول الى ديارهم و أماكنهم حتى لا يصيبهم العذاب الذى حل بهم . 

و ان زيارة مقامات الصالحين أحياءا و أمواتا . و فى الحقيقة ليس هم بأموات و انما هم فى الحياة البرزخية التى هى أكمل من الحياة الكونية بالنسبة اليهم لانهم فى عالم الرضوان و فى روضات الجنان .قال الله صلى الله عليه وسلم  : " القبر حفرة من جهنم أو روضة من رياض الجنة " رواه البيهقى اذن من يكون فى الروضة ممتعا بما فيها من نعيم و من سرور و صبور . هل يكون ميتا كما يتصور البعض أن الموت فناء . ان الموت فى الحقية ما هو الا انكشاف و زوال عن الانسان الحجاب الكثيف الذى يحجبه و الأنس بحياة الخلود و هو انتقال من دار الى دار من دار الأعمال و الأسباب الى دار الأمال . فكيف يكون الموت حجابا لأهل البرزخ عن الاتصال بأهل الدنيا أو السماع عنهم أو معرفة أخبارهم و أحوالهم . كيف هذا و الرسول الله صلى الله عليه وسلم نادى على قتل بدر من الكفار و قال أنهم لا سمع منكم . كيف هذا و زيارة القبور سنة مؤكدة و زار الرسول الله صلى الله عليه وسلم   القبور و زار أصحابه الكرام . و كل العلماء زاروا روضات الصالحين بالامام مالك رضى الله عنه كان يزور روضة النبى الله صلى الله عليه وسلم   و يدعو الله فيها و كذلك كان الامام الشافعى رضى الله عنه دائم التردد على ضريح الامام أبو حنيفه و كان يدعو فيه عن كل أمر أهمه . فكل الأمه و العلماء كانوا يزوروا مقامات الأنبياء الصالحين .




و الله من وراء القصد و هو يهدى السبيل و صلى اللهم على سيدنا محمد و على أله و صحبه و سلم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق