الصوفية بين الماضى والحاضر: محمد بن مسعود الطريثيثي النيسابوري .

الجمعة، 15 مارس 2013

محمد بن مسعود الطريثيثي النيسابوري .

الإمام العلامة ، شيخ الشافعية قطب الدين أبو المعالي مسعود بن ص: 107 ] محمد بن مسعود الطريثيثي النيسابوري . 

ولد سنة خمس وخمسمائة . 

وتفقه على أبيه ، ومحمد بن يحيى تلميذ الغزالي ، وعمر بن علي ، عرف بسلطان 

وتفقه بمرو على أبي إسحاق إبراهيم بن محمد 

وسمع من هبة الله بن سهل السيدي ، وعبد الجبار الخواري 

وتأدب على أبيه ، وبرع ، وتقدم ، وأفتى ، ووعظ في أيام مشايخه ، ودرس بنظامية نيسابور نيابة ، وصار من فحول المناظرين ، وبلغ رتبة الإمامة . 

وقدم بغداد في سنة 538 ، فوعظ وناظر ، ثم سكن دمشق ، وقد رأى أبا نصر القشيري وكان صاحب فنون ، أقبلوا عليه بدمشق في أيام أبي الفتح المصيصي ، ودرس بالمجاهدية ، فلما توفي أبو الفتح ، ولي بعده تدريس الغزالية ، ثم انفصل إلى حلب ، فولي تدريس المدرستين اللتين أنشأهما نور الدين وأسد الدين ، ثم سار إلى همذان ، ودرس بها مدة ، ثم عاد إلى دمشق ، ودرس بالغزالية ثانيا ، وتفقه به الأصحاب . وكان حسن الأخلاق ، متوددا ، قليل التصنع . ثم سار إلى بغداد رسولا . 

روى عنه : أبو المواهب بن صصرى ، وأخوه الحسين ، والتاج ابن حمويه ، وطائفة . 

ص: 108 ] وأجاز للحافظ الضياء 

قال ابن عساكر كان أبوه من طريثيث كان أديبا يقرئ الأدب ، قدم ووعظ ، وحصل له قبول ، وكان حسن النظر مواظبا على التدريس ، وقد تفرد برئاسة أصحاب الشافعي 

قال ابن النجار قدم بغداد رسولا ، وتزوج بابنة أبي الفتوح الإسفراييني أنشدني أبو الحسن القطيعي ، أنشدني أبو المعالي مسعود بن محمد الفقيه

يقولون : أسباب الفراغ ثلاثة ورابعها خلوه وهو خيارها     وقد ذكروا أمنا ومالا وصحة 
ولم يعلموا أن الشباب مدارها


قلت : كان فصيحا ، مفوها ، مفسرا ، فقيها ، خلافيا ، درس أيضا بالجاروخية وقيل : إنه وعظ بدمشق ، وطلب من الملك نور الدين أن يحضر مجلسه ، فحضره ، فأخذ يعظه ، ويناديه : يا محمود ، كما كان يفعل البرهان البلخي شيخ الحنفية ، فأمر الحاجب ، فطلع ، وأمره أن لا يناديه باسمه ، فقيل فيما بعد للملك ، فقال : إن البرهان كان إذا قال : يا محمود قف شعري هيبة له ، ويرق قلبي ، وهذا إذا قال ، قسا قلبي ، وضاق صدري . حكى هذه سبط ابن الجوزي وقال : كان القطب غريقا في بحار الدنيا . 

ص: 109 ] قال القاسم ابن عساكر مات في سلخ رمضان سنة ثمان وسبعين وخمسمائة ودفن يوم العيد في مقبرة أنشأها جوار مقبرة الصوفية غربي دمشق 

قلت : وبنى مسجدا ، ووقف كتبه - رحمه الله . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق